الموقف السعودي الثابت- دعم فلسطين و رفض التهجير رغم التحديات

المؤلف: خالد السليمان10.11.2025
الموقف السعودي الثابت- دعم فلسطين و رفض التهجير رغم التحديات

لا تربط المملكة العربية السعودية بفلسطين حدود جغرافية مباشرة، ولا تجمعها بها مصالح تجارية جوهرية، إلا أنها ترتبط بحدود راسخة من المسؤوليات الأخلاقية والسياسية والإنسانية، وبمصالح جمة في استقرار المنطقة وازدهارها وأمنها. فمنذ تأسيسها، عملت المملكة بدأب على إرساء السلام، ودعم الرخاء، ودرء أخطار الحروب!

وتضطلع بهذه المهمة النبيلة انطلاقاً من إدراكها العميق لموقعها الجغرافي الإقليمي المحوري، وأهمية إحلال الاستقرار في المنطقة لتمكين شعوبها من العيش في أمن ووئام، مدفوعة بطموحات تنموية سامية تهدف إلى استغلال الموارد والثروات الهائلة التي تزخر بها المنطقة، بعد عقود طويلة عانت فيها من ويلات الحروب والاضطرابات.

تؤمن السعودية إيماناً قاطعاً بأن حجر الزاوية لتحقيق السلام الدائم والاستقرار المنشود في المنطقة يكمن في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وتمكين الشعب الفلسطيني من تحقيق تطلعاته المشروعة في إقامة دولته المستقلة. فبدون تحقيق هذه الغاية، سيظل السلام والاستقرار هشين، عرضة للاهتزاز في أي لحظة. ورغم إدراك العالم أجمع لهذه الحقيقة، تصر إسرائيل وحلفاؤها على تجاهلها، مستندين إلى تفوقهم العسكري وميزان القوة المختل لصالحهم. غير أن القوة لا تدوم، والتاريخ يشهد على صعود وسقوط الدول والأمم، ولا يمكن لعوامل زمنية متغيرة أن تدوم ما لم تستند إلى أسس العدالة والحق.

لقد ظل هذا الموقف السعودي الثابت من القضية الفلسطينية راسخاً عبر عهود جميع ملوكها، لأنه موقف مبني على الحق والعدالة، ولم تتزعزع قناعته على الرغم من حملات التشويه والإساءة التي تعرضت لها المملكة من قبل المتاجرين بشعارات القضية الفلسطينية. ورغم كل ما قدمته المملكة من دعم سياسي ومادي سخي ورسمي وشعبي لدول وشعوب المواجهة مع إسرائيل، لم تغير هذه الحملات والإساءات شيئاً من ثبات هذا الموقف المبدئي، لأن السعودية لا تتبناه من أجل إرضاء أحد، بل انطلاقاً من قناعتها الراسخة بالحق وتصالحها مع ذاتها.

واليوم، تتصدى السعودية بكل قوة لمشروع تهجير الفلسطينيين من غزة، وتواجه حملات إسرائيلية مغرضة تتقاطع مع حملات المتاجرين بشعارات القومية والمقاومة. غير أن ذلك لن يغير قيد أنملة من موقفها الثابت، ودون أن تنتظر شكراً وتقديراً من أصحاب الشعارات الجوفاء. فمن ثبت على موقفه رغم التشكيك والتخوين طوال ٨٠ عاماً، لن يأبه برأي أحد. ولكن من الأهمية بمكان أن تستيقظ الضمائر الغافلة، وأن يدرك ضحايا المعاناة الحقيقة من هو الصديق الوفي ومن هو العدو المتربص، وأن يميزوا بين من يعمل من أجلهم دون مصلحة شخصية، ومن يتاجر بمعاناتهم لتحقيق مآربه الخاصة!

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة